نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 159
لما انهزمت [1] الروم يوم أجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان، فجعلت الروم تقاتل عليه و قد تقدموه و عبروه، و تقدم هشام بن العاص بن وائل، فقاتلهم عليه حتى قتل، و وقع على تلك الثلمة فسدها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال عمرو بن العاص: أيها الناس، إن اللَّه قد استشهده و رفع روحه، و إنما هو جثة، فأوطئوه الخيل، ثم أوطأه هو و تبعه الناس حتى قطعوه، فلما انتهت الهزيمة و رجع المسلمون إلى العسكر، كرّ إليه عمرو بن العاص، فجعل يجمع لحمه و أعضاءه و عظامه، ثم حمله في نطع فواراه.
و كانت وقعة أجنادين أول وقعة بين المسلمين و الروم، و كانت في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر رضي اللَّه عنه، و كان على الناس يومئذ عمرو بن العاص
أسلم قبل دخول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم دار الأرقم، و شهد مع عبد اللَّه بن جحش سريته إلى نخلة، و قتل يومئذ عمرو بن الحضرميّ. و شهد بدرا و المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم، و ليس له عقب] [3]