responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 139

الرحمن الرحيم، حم تنزيل الكتاب من اللَّه العزيز العليم غافر الذنب/ و قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير. أما بعد، فقد بلغني قولك:

لعل أمير المؤمنين يسوؤه‌ * * * تنادمنا في الجوسق المتهدم‌

و أيم اللَّه إنه ليسوؤني، و عزله، فلما قدم على عمر بكته بهذا الشعر، فقال له: يا أمير المؤمنين، ما شربتها قط، و ما ذاك الشعر إلا شي‌ء طفح على لساني، فقال عمر:

أظن ذلك و لكن لا تعمل لي على عمل أبدا

. ذكر ورعه و زهده و خوفه‌

[أخبرنا محمد بن الحسين، و إسماعيل بن أحمد، قالا: أخبرنا ابن النقور، أخبرنا المخلص، أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه، قال: حدّثنا السري بن يحيى، حدّثنا شعيب، حدّثنا سيف عن أشياخه‌] [1]، قالوا:

نزل ملك الروم القرو، و كاتب عمر رضي اللَّه عنه و قاربه و سأله عن كلمة يجتمع فيها العلم كله، فكتب إليه: أحب للناس ما تحب لنفسك، [و اكره لهم ما تكره لها تجمع لك الحكمة كلها] و بعث إليه بقارورة، قوال: املأ لي هذه القارورة من كل شي‌ء فملأها ماء.

و بعث أم كلثوم بنت علي إلى ملكة الروم بطيب و أحفاش من أحفاش النساء، و دسته إلى البريد فأبلغه لها، فجمعت امرأة هرقل نساءها و قالت: هذه هدية امرأة ملك العرب، و بنت نبيهم، فكاتبيها و كافئيها، و أهدت لها فيما أهدت عقدا فاخرا، فلما جاء به البريد أمره عمر بإمساكه، و دعا بالصلاة جامعة، فصلى بهم ركعتين، و قال: إنه لا خير في أمر أبرم من غير شورى، فقولوا لي في هدية أهدتها أم كلثوم لامرأة ملك الروم، فقال قائلون: هو لها، و قال آخرون: قد كنا نهدي لنستثيب، فقال: و لكن الرسول رسول المسلمين و البريد بريدهم، و المسلمون عظموها في صدرها، فأمر بردها في بيت المال، ورد عليها بقدر نفقتها.

[أخبرنا محمد بن أبي طاهر، أخبرنا الجوهري، أخبرنا ابن حيويه، أخبرنا ابن‌


[1] ما بين المعقوفتين: من أ، و الأصل: «روى المؤلف بإسناده عن أشياخ سيف».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست