نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 68
فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم أن يبنى مسجدا، و أقام عند أبي أيوب حتى بنى مسجده و مساكنه [1].
أخبرنا عبد الأول قال: أخبرنا الداوديّ قال: أخبرنا يحيى بن زكريا قال: أخبرنا الليث، عن عقيل قال: قال ابن شهاب: أخبرني عروة، عن عائشة قالت: لبث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، و أسس المسجد الّذي أسّس على التقوى، و صلّى فيه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم بالمدينة و هو يصلي فيه رجال من المسلمين، و كان مربدا للتمر لسهل و سهيل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم حين بركت: «هذا إن شاء اللَّه. المنزل» ثم دعا الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا. فقالا: بل نهبه لك يا رسول اللَّه، ثم بناه مسجدا، و طفق ينقل معهم اللبن في بنيانه و يقول:
هذا الحمال لا حمال خيبر * * * هذا أبرّ ربّنا و أظهر
و يقول:
اللَّهمّ إن الخير خير الآخرة * * * فارحمالأنصار و المهاجرة
و في هذه السنة: تكلم ذئب خارج المدينة ينذر برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم.
[1] في بناء المسجد راجع: طبقات ابن سعد 1/ 239، و سيرة ابن هشام 2/ 114، و صحيح البخاري 1/ 89، و تاريخ الطبري 2/ 395، و الدرر لابن عبد البر 88، و البداية و النهاية 3/ 214، و عيون الأثر 1/ 235، و النويري 16/ 344، و سبل الهدى 3/ 485.
[2] صحيح البخاري (فتح الباري 7/ 239) و دلائل النبوة للبيهقي 2/ 539. و ألوفا: 349، و البداية و النهاية 3/ 214.
[3] في أ: «قبل مسجد النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم».