نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 376
رأيت النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم جالسا على قبرها، و رأيت عينيه تدمعان، فقال: «فيكم أحد لم يقارف الليلة»؟ فقال أبو طلحة: أنا يا رسول اللَّه، قال: «انزل»
قال المصنف: هي أمه، و اسمها دعد بنت جحدم، و أبوه وهب بن ربيعة بن هلال، و يكنى أبا موسى.
شهد بدرا و أحدا و المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، و توفي بعد رجوع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم من تبوك و هو ابن أربعين سنة، و صلّى عليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم في المسجد.
و كان أسن أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم أبو بكر و سهيل بن بيضاء
. 128- عبد اللَّه بن عبد نهم بن عفيف، ذو النجادين:
أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر، قال: أخبرنا الحسن بن معروف، قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفهم، قال: أخبرنا محمد بن سعد، قال: حدّثنا محمد بن عمر، عن أشياخه، قال: كان ذو النجادين يتيما لا مال له، مات أبوه و لم يورثه شيئا، فكفله عمه حتى أيسر، و كان له إبل و غنم و رقيق، فلما قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم المدينة جعلت نفسه تتوق إلى الإسلام و لا يقدر عليه لأجل عمه حتى مضت السنون و المشاهد، فقال لعمه: يا عم، إني انتظرت إسلامك فلم أرك تريد محمدا، فاذن لي في الإسلام، فقال: و اللَّه لئن اتبعت محمدا لا أترك بيدك شيئا/ كنت أعطيتكه [إلا نزعته منك] [2] حتى ثوبيك، فقال: فأنا و اللَّه متبع محمدا و تارك عبادة الحجر و الوثن، و هذا ما بيدي فخذه. فأخذ كل ما أعطاه حتى جرده من إزاره، فأتى أمه فقطعت له نجادا لها باثنين، فاتزر بواحدة، و ارتدى الآخر، ثم أقبل إلى المدينة، و كان بروقان- و هو جبل من جبال مزينة- فاضطجع في المسجد في السحر، فصلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم الصبح، و كان يتصفح وجوه الناس إذا انصرف من الصبح، فنظر إليه فأنكره، فقال: «من أنت؟» فانتسب له، و كان اسمه عبد