و من الحوادث بعد قدوم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم/ من تبوك إسلام خريم بن أوس، و امتداح العباس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم بأبياته المعروفة.
[أخبرنا ابن الحصين، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه الشافعيّ، قال: حدّثني أبو الشيخ الأصبهاني، حدّثنا زكريا بن يحيى بن عمر بن حصين، قال: حدّثني عم أبي زحر بن حصين، عن جده حميد بن شهاب] [2]، قال: قال خريم بن أوس: هاجرت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، فقدمت عليه منصرفه من تبوك، فأسلمت، و سمعت العباس يقول: يا رسول اللَّه. إني أريد أن أمتدحك، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم: «قل لا يفضض اللَّه فاك»،
فأنشأ العباس رضي اللَّه عنه يقول:
من قبلها طبت في الظلال و في * * * مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر * * * أنت و لا مضغة و لا علق
بل نطفة تركب السفين و قد * * * ألجم نسرا و أهله الغرق
تنقل من صالب إلى رحم * * * إذا مضى عالم بدا طبق
حتى انتهى [3] بيتك المهيمن من * * * خندف علياء تحتها النطق
و أنت لما ولدت أشرقت الأرض * * * و ضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضيا و في * * * النور لسبل الرشاد نخترق
[1] صحيح البخاري 5/ 208، و صحيح مسلم 2/ 500 كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك و صاحبيه.
[2] ما بين المعقوفتين: من أ، و الخبر أورده ابن كثير في البداية 5/ 27. و عزاه للبيهقي الدلائل: