نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 361
أصيب، فقدم بها على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم في سبي طيِّئ، فجعلت في حظيرة بباب المسجد كانت تحبس بها السبايا، فلما مر بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم قامت إليه، فقالت: هلك الوالد، و غاب الوافد، فامنن عليّ منّ اللَّه عليك، قال: «فمن وافدك؟» قالت: عدي بن حاتم، قال: «الفارّ من اللَّه و رسوله»، ثم مضى، ثم عاد من الغد، فقالت مثل ذلك، فقال: «قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى يكون لك ثقة يبلغك إلى بلادك»، فلما رأت ثقة أخبرت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، فكساها/ و حملها و أعطاها نفقة، فقدمت على عدي فجعلت تقول: القاطع الظالم احتملت بأهلك و ولدك و تركت بقية والدك، قال: و اللَّه ما لي عذر، ما ترين في هذا الرجل، قالت: أرى و اللَّه أن تلحق به، فأتيته فقال: «من الرجل؟» فقلت: عدي بن حاتم، فانطلق بي إلى بيته، فلقيته امرأة ضعيفة فوقف لها طويلا، فقلت: ما هذا بملك. ثم مضى حتى دخل بيته، فتناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقدمها إليّ و جلس على الأرض، فقلت: ما هذا بأمر ملك، فأسلمت
. و فيها هجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم نساءه.
و قال: ما أنا بداخل عليكن شهرا. قال مؤلف الكتاب: و في سبب ذلك قولان:
أحدهما: أنه حين حرم أم إبراهيم أخبر بذلك حفصة و استكتمها، فأخبرت بذلك.
و الثاني:
أنه ذبح ذبحا فقسمته عائشة بين أزواجه، فأرسلت إلى زينب بنت جحش بنصيبها، فردته، فقال: زيدوها، فزادوها ثلاثا كل ذلك ترده، فقال: «لا أرضى عليكن شهرا». فاعتزل في مشربة له، ثم نزل لتسع و عشرين، فبدأ بعائشة رضي اللَّه