شهد العقبة مع السبعين، و هو أحد النقباء الاثني عشر، و شهد بدرا و أحدا و الخندق و الحديبيّة و خيبر و عمرة القضية. و استعمله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم على المدينة حين خرج إلى غزاة بدر الموعد.
و لما دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم إلى مكة في عمرة القضية كان آخذا بزمام ناقته عند الكعبة، و هو يقول:
خلّوا بني الكفّار عن سبيله * * * اليوم نضربكم على تأويله
و سبقت الأبيات:
أخبرنا ابن ناصر، [أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو سعيد السيرافي، قال: حدّثني محمد بن منصور بن مزيد النحويّ، حدّثني الزبير بن بكار، قال: حدّثني خالد بن وضاح، عن أبي الحصيب] [2] عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان يقول كثيرا: ما سمعت بأحد أجرأ و لا أسرع شعرا من عبد اللَّه بن رواحة، يوم يقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم له: قل شعرا، أسمعنيه الساعة ثم أنده بصره، فانبعث ابن رواحة مكانه يقول:
إني تفرست فيك الخير أعرفه * * * و اللَّه يعلم أن ما خانني البصر
/ أنت النبي و من يحرم شفاعته * * * يوم الحساب فقد أزرى به القدر [3]
يثبت اللَّه ما أتاك من حسن * * * تثبيت موسى و نصرا كالذي نصروا
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم: «و أنت فثبتك اللَّه يا ابن رواحة».