نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 330
ثلاثين رجلا فهدمها ثم رجع إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، فقال: «هل رأيت شيئا؟» قال: لا، قال: «فإنك لم تهدمها فارجع إليها فاهدمها» فرجع متغيظا فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائر الرأس، فجعل السادن يصيح بها، فضربها خالد فجز لها باثنتين و رجع فأخبر النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم، فقال: «تلك العزى و قد أيست أن تعبد ببلادكم أبدا». و كانت بنخلة، و كانت لقريش و جميع بني كنانة، و كانت أعظم أصنامهم، و كان سدنتها بنو/ شيبان.
قال مؤلف الكتاب: و قد اختلف العلماء في العزى على قولين، أحدهما: انها شجرة كانت لغطفان يعبدونها. قاله مجاهد. و الثاني: صنم. قاله الضحاك
و ذلك أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم بعثه حين فتح مكة إلى سواع، و هو صنم لهذيل، ليهدمه، قال عمرو: فانتهيت إليه و عنده السادن، فقال: ما تريد؟ قلت: أمرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم أن أهدمه، قال: لا تقدر على هدمه، قلت: و لم؟ قال: تمنع، قلت: و يحك هل يسمع أو يبصر، فكسرته و أمرت أصحابي فهدموا بيت خزانته و قلت للسادن: كيف رأيت؟ قال: أسلمت للَّه عز و جل
. و من الحوادث
سرية سعد بن زيد الأشهلي في رمضان أيضا إلى مناة بالمشلل
[2] بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم حين فتح مكة إلى مناة ليهدمها، و كانت المشلل للأوس و الخزرج و غسان، فخرج في عشرين، فقال السادن: ما تريد؟ قال: هدمها، قال:
أنت و ذاك؟! [فأقبل سعد يمشي إليها] [3] و تخرج إليه امرأة [4] عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل و الثبور و تضرب صدرها، فبصر بها سعد فقتلها و هدموا الصنم.
قال مؤلف الكتاب: و سعد هذا قد شهد بدرا و أحدا و المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم