في جمادى الأولى، و خيبر على ثمانية برد من المدينة. و ذلك أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم أمر بالتهيؤ لغزوة خيبر، [و خرج] [2] و استخلف على المدينة سباع بن عرفطة، و أخرج معه أم سلمة زوجته، فلما نزل بساحتهم أصبحوا و أفئدتهم تخفق و فتحوا حصونهم، و غدوا إلى أعمالهم معهم المساحي [و الكرازين] و المكاتل، فلما نظروا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم قالوا: محمد و الخميس- [يعنون بالخميس الجيش] [3]- فولوا هاربين إلى حصونهم، و
جعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يقول: «اللَّه أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قومفَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ».
و وعظ الناس و فرق عليهم الرايات [4]، و لم تكن الرايات إلا يوم خيبر إنما كانت الألوية، فكانت راية النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم السوداء من بحرد لعائشة رضي اللَّه عنها تدعى العقاب، و لواؤه أبيض و دفعه إلى علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، و راية إلى الحباب بن المنذر، و راية إلى سعد بن عبادة، و كان شعارهم: «يا منصور أمت».
و كان مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم مائتا فرس، فقاتل المشركين و قاتلوه أشد قتال، و قتلوا من أصحابه، و قتل منهم، و فتحها حصنا حصنا، و هي حصون ذوات/ عدد، منها: النّطاة،
[1] مغازي الواقدي 2/ 633، و طبقات ابن سعد 2/ 1/ 77، تاريخ الطبري 3/ 9، الكامل 2/ 99، و البداية و النهاية 4/ 181، و الاكتفاء 2/ 251، و سيرة ابن هشام 2/ 328.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، و أوردناه من أ.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، و أوردناه من ابن سعد.
[4] في طبقات ابن سعد 2/ 1/ 77: «و فرق فيهم الرايات».
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 293