responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 3  صفحه : 290

فدفعت إليه كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، فقرأه ثم رمى به، و قال: من ينتزع مني ملكي، أنا سائر إليه و لو كان باليمن جئته. عليّ بالناس. فلم يزل يعرض حتى قام، و أمر بالخيول تنعل، ثم قال: أخبر صاحبك ما ترى.

و كتب إلى قيصر يخبره خبري و ما عزم عليه، فكتب إليه قيصر ألا تسير إليه و أله عنه و وافني بإيلياء، فلما جاءه جواب كتابه دعاني فقال: متى تريد أن تخرج إلى صاحبك؟ فقلت: غدا، فأمر لي بمائة مثقال ذهب، و وصلني حاجبه بنفقة و كسوة، و قال: أقرئ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم مني السلام، فقدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، فأخبرته فقال: «باد ملكه».

و مات الحارث بن أبي شمر عام الفتح.

و أما هوذة بن علي الحنفي قال مؤلف الكتاب: كان من الملوك العقلاء، إلا أن التوفيق عزيز، دخل على كسرى أبرويز، فقال له: أي أولادك أحب إليك، قال: الصغير حتى يكبر، و الغائب حتى يقدم، و المريض حتى يبرأ، فقال: ما غذاؤك؟ قال: الخبز، فقال كسرى: هذا عقل الخبز لا عقل اللبن و التمر. و كان من يأكل الخبز عندهم ممدوحا.

و روى الواقدي عن أشياخه، قال [1]: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم سليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي يدعوه إلى الإسلام، و كتب معه كتابا فقدم عليه فأنزله و حباه، و قرأ كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، [و كتب إليه‌] و قال: ما أحسن ما تدعو إليه و أجمله، و أنا شاعر قومي/ و خطيبهم، و العرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك، و أجاز سليط بن عمرو جائزة، و كساه أثوابا من نسج هجر، فقدم بذلك كله على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و أخبره عنه بما كان و ما قال، و قرأ كتابه، و قال: «لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت، باد و باد ما في يديه». فلما انصرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يوم الفتح جاءه جبريل عليه السلام، و أخبره أنه قد مات.

و في هذه السنة: أهدى ابن أخي عيينة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم ناقة يقال لها «السمراء»،


[1] طبقات ابن سعد 1/ 2/ 18.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 3  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست