نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 267
فرميت أحدهما بسهم فقتلته، ثم قلت للآخر: استأسر، فاستاسر فأوثقته، فقدمت به على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و قد شددت إبهامه بوتر قوسي، فنظر إليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم فضحك و دعا لي بخير
و ذلك أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم خرج للعمرة في ذي القعدة سنة ست، فاستنفر [رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم] [2] أصحابه للخروج معه، فأسرعوا و تهيأوا، و دخل [رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم] [2] بيته فاغتسل و لبس ثوبين، و ركب راحلته القصواء، و خرج في يوم الإثنين لهلال ذي القعدة، و استخلف على المدينة [عبد اللَّه] بن أم مكتوم، و لم يخرج بسلاح إلا السيوف في القرب، و ساق بدنا، و ساق أصحابه أيضا بدنا، فصلّى الظهر بذي الحليفة، ثم دعا بالبدن التي ساق فجلّلت [3] ثم أشعرها [4] في الشق الأيمن و قلّدها و أشعر أصحابه أيضا، و هي سبعون بدنة فيها جمل أبي جهل الّذي غنمه يوم بدر ليغيظ المشركين/ بذلك، و أحرم و لبى، و قدّم عبّاد بن بشر أمامه طليعة في عشرين فرسا من خيل المسلمين، و فيهم رجال من المهاجرين و الأنصار، و خرج معه [من المسلمين] [5] ألف و ستمائة، و يقال: ألف و أربعمائة، و يقال: ألف و خمسمائة و خمسة و عشرون رجلا، و أخرج معه زوجته أم سلمة رضي اللَّه عنها، و بلغ المشركين خروجه فأجمعوا رأيهم على
[1] مغازي الواقدي 2/ 517، و طبقات ابن سعد 2/ 1/ 69، و سيرة ابن هشام 2/ 308، و تاريخ الطبري 2/ 620، و الكامل في التاريخ 2/ 86، و الاكتفاء 2/ 233، و البداية و النهاية 4/ 164.
و الحديبيّة (بضم الحاء و فتح الدال و ياء ساكنة و باء موحدة مكسورة و ياء، و قد اختلف فيها فمنهم من شدد و منهم من خفف): قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم تحتها، و بينها و بين مكة مرحلة، و بينها و بين المدينة تسع مراحل. (معجم البلدان، و شرح الزرقاني على المواهب 2/ 216).