نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 220
يراها إلا أخذت بنفسه، فبينا النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم عندي إذ دخلت عليه جويرية، فسألته في كتابتها فو اللَّه ما هو إلا أن رأيتها، فكرهت دخولها على النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم و عرفت أنه سيرى منها مثل الّذي رأيت، فقالت: يا رسول اللَّه، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، و قد أصابني من الأمر ما قد علمت، فوقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبني على تسع أواق فأعني في فكاكي، فقال: «أو خير من ذلك» قالت: ما هو يا رسول اللَّه، قال: «أودي عنك كتابتك و أتزوجك» قالت: نعم يا رسول اللَّه. قال:/ «قد فعلت» و خرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يسترقون، فأعتقوا ما كان في أيديهم من نساء المصطلق، فبلغ عتقهم إلى مائة بيت بتزويجه إياها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها [1]
. [نزول آية التيمم]
و في هذه الغزاة: سقط عقد عائشة رضي اللَّه عنها فنزلت آية التيمم.
أنبأنا زاهر، و أخبرنا عنه محمد بن ناصر، قال: أخبرنا أبو سعيد بن محمد الحيريّ، قال: أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي قال أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدّثنا مصعب بن عبد اللَّه، قال: حدّثني مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، عن عائشة، قالت:
خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء و بذات الجيش، انقطع عقدي، فأقام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم على التماسه، و أقام الناس معه و ليس معهم ماء، فجاء أبو بكر و رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول اللَّه و الناس و ليسوا على ماء و ليس معهم ماء، فعاتبني أبو بكر، و قال ما شاء اللَّه أن يقول، و جعل يطعن في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم على فخذي فنام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم حتى أصبح على غير ماء، فأنزل اللَّه عز و جل آية التيمم، فتيمموا.
فقال أسيد بن حضير، و هو أحد النقباء: ما هذا بأول بركتكم يا آل بكر، قالت: