خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم في الموسم يعرض نفسه على القبائل كما كان يصنع في كلّ موسم، فبينا هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج فقال: «من أنتم؟» قالوا: من الخزرج. قال: «أ فلا تجلسون أكلّمكم؟». قالوا: بلى.
فجلسوا معه، فدعاهم إلى اللَّه عز و جل، و عرض عليهم الإسلام، و تلى عليهم القرآن، و كان أولئك يسمعون من اليهود أنه قد أظل زمان نبيّ يبعث، فلما كلمهم قال بعضهم لبعض: و اللَّه إنه النبي الّذي يعدكم [2] به يهود، فلا تسبقنّكم إليه. فأجابوه و انصرفوا راجعين إلى بلادهم و قد آمنوا،
و كانوا ستّة وهم:
أسعد بن زرارة [3]، و عوف بن الحارث-/ و هو ابن عفراء [4]- و رافع بن مالك بن العجلان [5]، [و قطبة بن عامر بن حديدة] [6]، و عقبة بن عامر بن نابي [7]، و جابر بن عبد اللَّه بن رئاب [8].
[1] تاريخ الطبري 2/ 353، و سيرة ابن هشام 1/ 428، و الاكتفاء 1/ 413، و دلائل النبوة للبيهقي 2/ 413 و البداية و النهاية 3/ 145.
[2] في تاريخ الطبري، و ابن هشام، و الاكتفاء: «توعدكم».
[3] في ابن هشام: أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، و هو أبو أمامة.
و كان أسعد نقيبا، و شهد العقبة الأولى و الثانية، و بايع فيهما. و يقال: إنه أول من بايع النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم، و مات في تلك الأيام.
[4] قال ابن هشام: «عوف بن الحارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار».
شهد عوف بدرا مع أخويه معاذ و معوذ و قتل هو و معوذ شهيدين يوم بدر.
[5] يكنى رافع، أبا مالك، و قيل: أبو رفاعة. و هو نقيب بدري، شهد العقبة الأولى و الثانية، و شهد بدرا. و لم يذكره ابن إسحاق في البدريين. و ذكر فيهم ولديه رفاعة و خلادا.
و يقال قطبة بن عمرو، و يكنى أبا زيد. شهد العقبة الأولى و الثانية و بدرا و أحدا و المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم. و كانت معه راية بني سلمة يوم الفتح. و جرح يوم أحد تسع جراحات، و توفي زمن عثمان.
[7] شهد عقبة بدرا بعد شهوده العقبة الأولى، ثم شهد أحدا فاعلم بعصابة خضراء في مغفره، و لقد شهد الخندق و سائر المشاهد. و قتل يوم اليمامة شهيدا.
[8] شهد جابر بدرا و أحدا و الخندق و سائر المشاهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، و هو أول من أسلم
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 20