إلى قطن [2]- و هو جبل- في هلال المحرم، و ذلك أنه بلغ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و سلّم أن طليحة [3]، و سلمة ابني خويلد قد سارا في قومهما و من أطاعهما يدعوانهم إلى حرب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، فدعا أبا سلمة، و عقد له لواء و بعث معه مائة و خمسين رجلا، و قال: سر حتى تنزل أرض بني أسد، فأغر عليهم قبل أن تلاقى عليك خيولهم [4]، فخرج فأغذّ السير عن سنن الطريق و انتهى إلى أدنى قطن، فأغار على سرح لهم، و أخذوا رعاء ثلاثة، و أفلت سائرهم، فجاءوا فحذّروا أصحابهم، فتفرقوا في كل ناحية، ففرق أبو سلمة أصحابه ثلاث فرق في طلب النّعم و الشاء، فآبوا سالمين قد أصابوا إبلا و شاء و لم يلقوا أحدا، فانحدر أبو سلمة بذلك كله إلى المدينة