نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 193
الدم يسرب، فجعل يأخذه بفيه و يزدرده، و قتل مالك يومئذ، قتله غراب بن سفيان الكناني، و لما رجع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم من أحد تلقاه أبو سعيد الخدريّ، فعزاه النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم بأبيه
كانا طليعتين لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يوم أحد، فقتلا جميعا يومئذ و دفنا في قبر واحد
. 70- مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، و يكنى أبا محمد [4]:
تزوج حمنة بنت جحش فولدت له زينب. و كان شابا جميلا عطرا حسن الكسوة، و كانا أبواه ينعمانه، فبلغه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يدعو الناس في دار الأرقم، فدخل فأسلم و كتم إسلامه من قومه و أمه، و كان يختلف إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم سرا، فبصر به عثمان بن طلحة يصلي فأخبر أمه و قومه، فأخذوه فحبسوه فلم يزل محبوسا حتى خرج إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى، ثم رجع مع المسلمين/، و أقبل يوما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و معه قطعة من نمرة قد وصلها بإهاب، فنكس أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم رءوسهم رحمة له، و ليس عندهم ما يغيّرون عليه، فسلم فرد عليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم السلام، و
قال: «لقد رأيت هذا و ما بمكة فتى [من قريش] [5] أنعم عند أبويه منه، ثم أخرجه من ذلك الرغبة [في الخير] [6] في حب اللَّه و رسوله».