نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 170
عن أمته، و أبلغ قومك السلام عني، و قل لهم لا عذر لكم عند اللَّه، إن خلص إلى نبيّكم و فيكم عين تطرف» ثم مات [1].
و خرج رسول اللَّه يلتمس حمزة فوجده ببطن الوادي، و قد بقر بطنه عن كبده و مثل به، فقال: لو لا أن تحزن صفيّة أو تكون سنّة من بعدي، لتركته حتّى يكون في أجواف السباع و حواصل الطير، و لئن أنا أظهرني اللَّه على قريش، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم، فقال المسلمون: و اللَّه لئن أظهرنا اللَّه عليهم لنمثلنّ بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب، فأنزل اللَّه عز و جل:وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ [2]. و أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى حمزة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم لابنها الزبير: القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها، فلقيها، فقال لها: يا أمّه إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يأمرك أن ترجعي، فقالت: و لم، و قد بلغني أنه مثّل بأخي، و ذلك في اللَّه قليل، فلأحتسبن و لأصبرن إن شاء اللَّه، فجاءت إليه و استغفرت له
قال مؤلف الكتاب [4]: قتل من المسلمين يوم أحد حمزة قتله وحشي، و عبد اللَّه بن جحش قتله أبو الحكم بن الأخنس، و مصعب بن عمير قتله ابن قميئة، و شمّاس بن عثمان قتله أبيّ بن خلف، و عبد اللَّه و عبد الرحمن ابنا الهبيب، و وهب بن قابوس، و ابن أخيه الحارث بن عقبة.
و قتل من الأنصار سبعون، و قتل من المشركين ثلاثة/ و عشرون منهم [5].
و
لما أراد المسلمون دفن قتلاهم قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم: «احفروا و أعمقوا و قدموا أكثرهم قرآنا».