responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 3  صفحه : 162

نحن طيبوا الأنفس بأن تجهز بربح هذه العير جيشا إلى محمد، فقال أبو سفيان: أنا أوّل من أجاب إلى ذلك، و بنو عبد مناف معي، فباعوها فصارت ذهبا، و كانت ألف بعير، و كان المال خمسين ألف دينار، فسلم إلى أهل العير رءوس أموالهم، و عزلت الأرباح، و بعثوا الرسل إلى العرب يستنصرونهم، و أجمعوا على إخراج الظّعن [1] معهم ليذكّرنهم قتلى بدر [فيحفظنهم‌] [2] فيكون أجدّ لهم في القتال.

و كتب العباس بن عبد المطلب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم بخبرهم، فخرجت قريش و معهم أبو عامر الراهب، و كان عددهم ثلاثة آلاف فيهم سبعمائة دارع، و معهم مائتا فرس و ثلاثة آلاف بعير، و كانت الظّعن خمسة عشرة امرأة، فساروا حتى نزلوا ذا الحليفة فأقاموا يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة، و بات سعد بن معاذ، و سعد بن عبادة، و أسيد بن حضير بباب رسول/ اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم في عدة من الناس، و حرست المدينة، و رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم كأنّه في درع حصينة، و كأنّ سيفه ذا الفقار قد انفصم، و كأن بقرا تذبّح، و كأنّه مردف كبشا، [فأولها] [3] فقال: أمّا الدرع فالمدينة، و البقر قتل في أصحابي، و انقصام سيفي مصيبة في نفسي، و الكبش كبش الكتيبة نقتله إن شاء اللَّه، و كان رأيه صلّى اللَّه عليه و سلّم أن لا يخرج من المدينة، و كان ذلك رأي الأكابر من أصحابه، و طلب فتيان أحداث لم يشهدوا بدرا أن يخرجوا حرصا على الشهادة فغلبوا على الأمر، فصلّى الجمعة ثم وعظهم و أمرهم بالجد و الجهاد، ثم صلّى العصر، ثم دخل بيته و معه أبو بكر، و عمر فعمّماه و لبّساه و صفّ الناس له، فخرج صلّى اللَّه عليه و سلّم قد لبس لأمته و أظهر الدرع، و حزم وسطها بمنطقة من أدم و اعتمّ، و تقلّد السيف، و ألقى الترس في ظهره، فندموا جميعا على ما صنعوا، و قالوا: ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما بدا لك، فقال: صلّى اللَّه عليه و سلّم لا ينبغي لنبيّ إذا لبس لأمته أن يضعها حتّى يحكم اللَّه بينه و بين أعدائه فامضوا على اسم اللَّه، فلكم النصر إن صبرتم [4].


[1] الظعن: جمع ظعينة، و هي المرأة ما دامت في الهودج.

[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، و أوردناها من أ، و ابن سعد.

[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، و أوردناها من ابن سعد 1/ 2/ 26.

[4] في ابن سعد: «ما صبرتم».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 3  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست