نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 127
ففعلوا، ثم قال يا رسول اللَّه، إني كنت جاهدا في إطفاء نور اللَّه، شديد الأذى لمن كان على دين اللَّه، و إني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى اللَّه و إلى الإسلام، لعل اللَّه أن يهديهم، و إلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم.
فأذن له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، فلحق بمكة، و كان صفوان حين خرج عمير بن وهب يقول لقريش: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام/ تنسيكم وقعة بدر. و كان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه، فحلف أن لا يكلمه أبدا، و لا ينفعه بنفع أبدا، فلما قدم مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام، و يؤذي من خالفه، فأسلم على يديه ناس كثير
. ذكر فضل من شهد بدرا
أخبرنا عبد الأول، قال: أخبرنا الداوديّ، قال: أخبرنا السرخسي، قال: أخبرنا الفربري، قال: أخبرنا البخاري، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقيّ، عن أبيه- [و كان أبوه من أهل بدر] [1]، قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم، فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قالوا:
و في الصحيحين من حديث علي رضي اللَّه عنه، عن النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم أنه قال: «و ما يدريك لعل اللَّه أطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»
. ذكر عدد أهل بدر
أخبرنا هبة اللَّه بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من البخاري.