نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 122
و
دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم المدينة قبل/ الأسرى بيوم، و قال: «استوصوا بالأسرى خيرا».
فكان أبو عزيز بن عمير بن هاشم، أخو مصعب بن عمير، [فقال أبو عزيز: مر بي أخي مصعب بن عمير] [1] و رجل من الأنصار يأسرني، فقال له: شدّ يديك به، فإن أمه ذات متاع، لعلّها أن تفتديه منك. و كنت في رهط من الأنصار، فكانوا إذا قدموا غداءهم و عشاءهم خصوني بالخبز، و أكلوا التمر لوصية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم إياهم بنا، ما يقع في يد رجل منهم كسرة من الخبز إلا نفحني بها، فأستحي فأردها فيردها علي ما يمسها [2]
. فصل
قال ابن إسحاق [3]: و كان أول من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان بن عبد اللَّه بن إياس الخزاعي.
و قال أبو رافع مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم [4]: كنت غلاما للعباس [بن عبد المطلب] [5]، و كان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، و أسلمت أم الفضل، و أسلمت، و كان العباس يهاب قومه، و يكره أن يخالفهم، [و كان يكتم] إسلامه، و كان ذا مال كثير متفرق. فلما جاء الخبر عن مصاب أهل بدر [من قريش] [6] وجدنا في أنفسنا قوّة و عزّا، فو اللَّه إني لجالس في حجرة زمزم أنحت القداح، و عندي أم الفضل جالسة، و قد سرّنا ما جاءنا من الخبر، إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر، فجلس، فأقبل أبو سفيان بن الحارث، فقال له أبو لهب: هلم إلي يا ابن أخي، فعندك الخبر، فأقبل فجلس إليه، فقال: أخبرني كيف كان أمر الناس، قال: لا شيء، و اللَّه إن كان إلا لقيناهم، فمنحناهم أكتافنا، يقتلون و يأسرون كيف شاءوا، و أيم اللَّه مع ذلك ما لمت الناس، لقينا رجالا
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، و أوردناه من الطبري.