نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 114
اللَّه سبحانه أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين [1]، هؤلاء صناديدهم و أئمتهم و قادتهم، فهوى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم ما قال أبو بكر، و لم يهو ما قلت، فأخذ منهم الفداء، فلمّا كان من الغد، قال عمر: غدوت إلى النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم فإذا هو قاعد و أبو بكر و [إذا] [2] هما يبكيان، قلت: يا رسول اللَّه أخبرني ما ذا يبكيك أنت و صاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، و إن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم: «للّذي عرض عليّ أصحابك من الفداء، لقد عرض عليّ عذابكم ( [3)] أدنى من هذه الشجرة». لشجرة قريبة، و أنزل اللَّه عز و جل:ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ إلى قوله:لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ من الفداء ثم أجل اللَّه الغنائمعَذابٌ عَظِيمٌ [4].
فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم من الفداء فقتل منهم سبعون، و فر أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و كسرت رباعيته، و هشمت البيضة على رأسه، و سال الدم على وجهه، فأنزل اللَّه عز و جل:أَ وَ لَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [5] بأخذكم الفداء انفرد بإخراجه مسلم [6].
و
في افراد البخاري من حديث ابن عباس: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، قال و هو/ في قبّته يوم بدر: اللَّهمّ أنشدك عهدك و وعدك، اللَّهمّ إن تشأ لا تعبد بعد اليوم، فأخذ أبو بكر بيده، فقال: حسبك يا رسول اللَّه، ألححت على ربك و هو ثبت في الدراع، فخرج و هو يقول:سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ يُوَلُّونَ الدُّبُرَ