نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 9
التي على درج دمشق خسف بها، فقيل لأمها: أدركي ابنتك، فخرجت حاسرة عن وجهها حتى وقفت عليها و قد ذهبت الأرض بجثتها، فلم يبق منها إلا رأسها، فقالت:
اجتزوا الرأس نغسله و نكفنه و نبكي عليه، ففعلوا فلما صار بأيديهم نفضت [1] الأرض الجثة فألقتها إليهم.
قال الربيع بن أنس: كانت للملك ابنة [2] شابة، فكانت تأتي أباها فتغني عنده حتى إذا أرادت الرجوع، قال لها: سلي حاجتك؟ و أن أمها رأت يحيى قد أعطي حسنا و جمالا، فأرادته على نفسه [3]، فأبى عليها، فقالت له: إني قاتلتك أو تأتي حاجتي، فقال: معاذ اللَّه. فقالت لابنتها: إذا أتيت أباك الليلة فقال: سلي حاجتك، فقولي:
أسألك رأس يحيى.
فلما جاءت و قال: سلي حاجتك، قالت: رأس يحيى، فقال: ارجعي إلى أمك فتأمرك بما هو خير لك من هذا. فرجعت إلى أمها فحدثتها، فقالت لا تسأليه إلا رأس يحيى.
فلما جاءت في الليلة الثانية فغنته، قال: سلي حاجتك، قالت: رأس يحيى.
فقال: ارجعي إلى أمك فتأمرك بما هو أنفع لك من هذا، فرجعت إليها، فقالت: لا تسأليه إلا رأس يحيى.
فلما جاءت في الليلة الثالثة فغنته [4]، قال: سلي حاجتك [5]، قالت: رأس يحيى، فقال: ارجعي إلى أمك فتأمرك بما هو أنفع لك من هذا. فرجعت إليها، فقالت: