و فيها: مات زيد بن عمرو بن نفيل، و كان يطلب الدّين و قدم الشام فسأل اليهود و النصارى عن الدين و العلم، فلم يعجبه دينهم فقال له رجل من النصارى: أنت تلتمس دين إبراهيم. فقال زيد [3]: و ما دين إبراهيم؟
قال: كان حنيفا لا يعبد إلّا اللَّه وحده لا شريك له، كان يعادي من عبد من دون اللَّه شيئا، و لا يأكل ما ذبح على الأصنام. فقال زيد: هذا الّذي أعرف، و أنا على هذا الدين، فأمّا عبادة حجر أو خشبة أنحتها بيدي فهذا ليس بشيء. فرجع [4] زيد إلى مكة، و هو على دين إبراهيم، و كان يقول: هذه الشاة خلقها اللَّه، و أنزل من السماء ماء فأنبت لها الأرض [5] ثم تذبحونها على غير اسمه- ينكر عليهم ذلك- و لقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم فقدّم إليه [رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم] [6]. سفرة فيها لحم
فقال: إني لا آكل مما تذبحون على أصنامكم و لا آكل مما لم يذكر اسم اللَّه عليه [7].
أخبرنا محمد بن أبي طاهر قال: أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا ابن حيويه قال:
أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني علي بن عيسى الحكمي، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة قال:
[1] في ت: «و لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم خمس و ثلاثين سنة».