أخبرنا محمد بن ناصر قال: أخبرنا أحمد بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني قال: حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر قال: حدثنا علي بن إسحاق قال:
أخبرنا حسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا عبد اللَّه بن المبارك/ قال: أخبرنا بكار بن عبد اللَّه أنه سمع وهب بن منبه يقول:
كان رجل من أفضل أهل زمانه، و كان يزار فيعظهم، فاجتمعوا إليه ذات يوم، فقال: إنا قد خرجنا من الدنيا و فارقنا الأهل و الأموال مخافة الطغيان، و قد خفت ذلك أن يكون قد دخل علينا في حالنا هذه من الطغيان أكثر مما يدخل على أهل الأموال في أموالهم إن أحدنا يحب أن يقضى له حاجته، فإن اشترى [أحدنا] [2] بيعا أن يقارب لمكان دينه، و إن لقي حق و وقف بمكان دينه [3] فشاع ذلك الكلام حتى بلغ الملك، فعجب به الملك فركب إليه ليسلم عليه [و ينظر إليه]، [4] فلما رآه الرجل قيل له هذا الملك: قد أتاك ليسلم عليك، فقال: و ما نصنع؟ فقيل: الكلام الّذي وعظت به، فسأل رده هل عندك [5] طعام، فقال شيء من تمر الشجر، فما كنت تفطر به و امرأتي معي على مسح فوضع بين يديه فأخذ يأكل منه [6]، و كان يصوم النهار و لا يفطر، فوقف عليه الملك فسلّم عليه فأجابه خفية، و أقبل على طعامه، يأكله، فقال الملك: فأين الرجل قيل له هو هذا الّذي يأكل قال: نعم، قال: فما عند هذا من خير فأدبر، فقال الرجل: الحمد للَّه الّذي صرفك عني بما صرفك.
و في رواية: انه قدّم له بقل و زيت و حمص فجعل يجمع من البقول و الطعام و يطعم اللقمة و يغمسها في الزيت فيأكل أكلا عنيفا، فرآه الملك فذهب عنه