responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 161

بينه و بين أصحابه فصلبوه ففيه نزلت هذه الآية كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِي‌ءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ‌ إلى قوله: جَزاءُ الظَّالِمِينَ‌ [1].

و من ذلك: قصة سبإ

[2]:

قال علماء السير: لمّا ملكت بلقيس جعل قومها يقتتلون على واديهم، فجعلت تنهاهم فلا يطيعونها فتركت ملكها و انطلقت إلى قصرها فنزلته، فلما كثر الشرّ بينهم و ندموا أتوها، فأرادوها على أن ترجع إلى ملكها فأبت، فقالوا: لترجعن أو لنقتلنك فقال: إنكم لا تطيعونني، و ليست لكم عقول، فقالوا: ها إنا نطيعك، فجاءت إلى واديهم، و كانوا إذا أمطروا أتاه السيل من مسيرة ثلاثة أيام، فأمرت به فسد ما بين الجبلين بمسناة، و حبست الماء عمن وراء السدّ، و جعلت له أبوابا بعضها فوق بعض و بنت لمن دونه بركة، و جعلت فيها اثني عشر مخرجا على عدد أنهارهم، فكان الماء يخرج بينهم بالسوية، و كانت لهم جنّتان عن يمين واديهم و عن شماله، فأخصبت أرضهم و كثرت فواكههم، و إن كانت المرأة لتمر بين الجنتين و المكتل على رأسها فترجع و قد امتلأ من التمر و ما مسّت بيدها شيئا منه و لم يكن يرى [3] في بلدهم حية و لا عقرب و لا بعوضة و لا ذباب و لا برغوث، و تمر العرب ببلدهم و في ثيابهم القمل فتموت القمل لطيب هوائها، و قيل لهم: كلوا من رزق ربكم و اشكروا له بلده طيبة- أي هذه بلده طيبة- و لم تكن سبخة و لا فيها ما يؤذي، و كانت ثلاث عشرة قرية، فبعث اللَّه إليهم ثلاثة عشر نبيا فكذّبوا الرسل، و لم يقروا بنعم اللَّه، فأرسل اللَّه عليهم سيل العرم- و العرم السكر و المسناة- بعث اللَّه سبحانه جرذا فنقبه من أسفله و أغرق به جناتهم، و خربت به أرضهم، فتبددوا في البلاد فصارت العرب تتمثل في الفرقة بسبإ [4]

.


[1] سورة: الحشر، الآية: 16.

و انظر قصة برصيصا في: البداية و النهاية 2/ 136- 137.

[2] بياض في ت مكان: «و من ذلك قصة سبإ».

[3] في ت: «كمن يرى».

[4] انظر قصة سبإ في: البداية و النهاية 2/ 158- 161.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست