ألا رب يوم لك منهن صالح [2] * * * و لا سيما يوم بدارة جلجل
/ و ذلك أنه رأى نسوة يتمايلن في غدير، فيهن عنيزة، فأخذ ثيابهن، و أقسم لا يعطيهن حتى يخرجن فيأخذنها، فخرجن متكشفات [3]، فبلغ ذلك أباه، فدعا مولى له فقال: اقتل امرأ القيس و ائتني بعينيه. فذبح شاة و أتاه يعنييها، فندم حجر على ذلك فقال: أبيت اللعن، إني لم أقتله. قال: فأتني به. فانطلق فرده إليه فنهاه عن قول الشعر، ثم بلغه أنه قال:
ألا أنعم صباحا أيها الطلل البالي.
و طرده، فبلغه قتل أبيه فقال: ضيعني صغيرا و حمّلني دمه كبيرا، ثم آلى أن لا يأكل لحما و لا يشرب خمرا حتى يأخذ بثأر أبيه.
و خرج إلى قيصر فطلب النصر، فعشقته بنت الملك، فكان يأتيها، و فطن بذلك الطماح بن [4] قيس الأسدي، و كان حجر قتل أباه فوشى به إلى قيصر، فهرب امرؤ القيس، فبعث قيصر في طلبه، فأدركه دون أنقرة [5] بيوم، و معه حلة مسمومة، فلبسها في يوم صائف، فتناثر لحمه، و تقطر جلده، فقال حين حضرته الوفاة: