نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 18 صفحه : 191
الخلافة من اسمه الحسن و يكنى أبا محمد إلا الحسن بن علي و هو، فقد اشتركا في الاسم و الكنية و الكرم، كان له من الولد: أبو العباس أحمد و هو الّذي تولى الخلافة بعده و ابو منصور هاشم.
بويع المستضيء بأمر اللَّه يوم توفي المستنجد البيعة الخاصة بايعه أهل بيته و بعث الى الوزير ابن البلدي ان احضر البيعة فلما دخل دار الخلافة و كان [في ولايته] [1] قد قطع أنف امرأة و يد رجل بجناية جرت منهما و كان ذلك بتقدم فسلم إلى أولياء القوم ذلك اليوم [2] فقطعوا أنفه ثم يده ثم ضرب بالسيوف و ألقي في دجلة و تولى ذلك استاذ الدار ابن رئيس الرؤساء، ثم جلس المستضيء بأمر اللَّه بكرة الأحد تاسع ربيع الآخر في التاج فبايعه الناس، و صلى في التاج يومئذ على المستنجد و نودي برفع المكوس وردت مظالم كثيرة و أظهر من العدل و الكرم ما لم نره من أعمارنا و استوزر/ استاذ الدار و جلس لعزاء 95/ أ المستنجد بذاته [3] ثلاثة أيام و تكلمت في تلك الأيام في بيت النوبة ثم اذن للوعاظ في الوعظ بعد أن كانوا قد منعوا مدة و فرق الامام المستضيء بأمر اللَّه مالا عظيما على الهاشميين و العلويين و العلماء و الاربطة، و كان دائم البذل للمال ليس له عنده وقع، و خلع على أرباب الدولة و القضاة و الجند و جماعة من العلماء و حكى خياط المخزن انه فصل الفا و ثلاثمائة قباء إبريسم و خطب له على منابر بغداد يوم الجمعة رابع عشر ربيع [4] الآخر و نثرت الدنانير كما جرت العادة و ولي روح بن أحمد الحديثي قضاء القضاة يوم الجمعة رابع عشر [4] ربيع الآخر و ولي يومئذ ابو المحاسن عمر بن علي الدمشقيّ الحكم بنهر معلى و ولي ابن الشاشي النظامية فمضى الدعاة بين يديه.
و في هذا الشهر: عزل ابن شبيب مشرف المخزن و ولي مكانه ابو بكر ابن العطار و جعل ابن شبيب وكيلا بباب الحجرة و ولي من الأمراء المماليك نحو سبعة عشر أميرا و قدم فخر الدولة ابن المطلب الى بغداد و كان مقيما بمشهد علي (عليه السلام) وردت عليه املاكه و ولي ابن البخاري الديوان.