نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 18 صفحه : 179
الوهاب و محمد بن ناصر و من بقي من الأشياخ ما يصلح ان يذكر من زمن الخطيب الى زمانه الا انه كان يتعصب على مذهب احمد و يبالغ فذكر من أصحابنا جماعة و طعن فيهم بما لا يوجب الطعن مثل ان قال عن عبد القادر كان يلقي الدرس المشستكة، و انما كان الرجل مريض العين و قال عن ابن ناصر كان يحب الطعن في الناس و هذا و قد أخذ أكثر كتابه عنه و احتج بقوله في الجرح و التعديل فقد ازرى بما قال على نفسه في كل ما أورده عنه من جرح أو تعديل و ما كان ينبغي ان يحتج به في شيء ثم قد كان يلزمه ان يقول طعن في فلان و ليس بموضع الطعن و اي شغل للمحدث غير الجرح و التعديل فمن عد ذلك طعنا مذموما فما عرف العلم فشفى ابو سعد غيظه بما لا معنى فيه في كتابه فلم يرزق نشره لسوء قصده فتوفي و ما بلغ الأمل و لو أن متتبعا يتبع ما في كتابه من [الاغاليط] [1] و الأنساب المختلطة و وفاة [2] قوم هم [في الأحياء] [3] و غير ذلك من الأغاليط [4] لأخرج أشياء كثيرة غير أن الزمان أشرف من أن/ يضيّع في مثل هذا و هذا الرجل كانت له 90/ أ مشقعة عجيبة فإنه كان يأخذ الشيخ البغدادي فيجلس معه فوق نهر عيسى و يقول حدثني فلان من وراء النهر و يجلس معه في رقة بغداد و يقول حدثني فلان بالرقة، في أشياء من هذا الفن لا تخفى على المحدثين، و كان فيه سوء فهم و كان يقول في ترجمة الرجل حسن القامة و ليست هذه عبارة المحدثين في المدح، و قال في عجوز يقرأ عليها الحديث و هي من بيت المحدثين أبوها محدث و زوجها محدث و قد بلغت سبعين أو زادت فقال كانت عفيفة و هذا ليس بكلام من يدري كيف الجرح و التعديل و ذكر في ترجمة ابن الصيفي الشاعر فقال: المجان ببغداد يقولون هو الحيص بيص و له أخت اسمها دخل و خرج. و مثل هذا لا يذكره عاقل و لا نرى التطويل بمثل هذه القبائح.
توفي ابن السمعاني ببلده في هذه السنة و وصل الخبر بذلك [إلى بغداد] [5].