دخل بغداد و لبس الصوف و لازم التقشف زائدا في الحد و وعظ و كان يصعد المنبر و ليس عليه فرش فأخذ قلوب العوام بثلاثة أشياء أحدها التقشف الخارج و الثاني التمشعر فإنه كان يميل الى مذهب الأشعري و الثالث الترفض فإنه كان يتكلم في ذلك و بلغني انه لما مرض كان يحضر الطبيب ليلا لئلا يقال عنه يتداوى و كان إذا أتاه فتوح يقول انا لا آخذ انما سلموه الى أصحابي فتم له ما أراد و بنى رباطا و اجتمع في رباطه جماعة.
فمرض و مات يوم الخميس ثامن ذي القعدة و صلي عليه في ميدان داخل السور و دفن في رباطه بقراح القاضي و بنى يزدن في رباطه منارة و تعصب لهم لأجل ما كان يميل اليه من التشيع فصار رباطه مقصودا [4] بالفتوح و فيه دفن.
***
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، و كتبت قبل تاريخ وفاة صاحب الترجمة.