من أهل زبيد باليمن مولده على التقريب سنة ثمانين و اربعمائة قدم بغداد سنة تسع و خمسمائة و وعظ و كان له معرفة بالنحو و الأدب و كان صبورا على الفقر لا يشكو حاله.
قال المصنف رحمه اللَّه حدثني البراندسي قال جلست مع الزبيدي من بكرة الى قريب الظهر و هو يلوك شيئا في فمه فسألته فقال لم يكن لي شيء فأخذت نواة أتعلل بها. و [انه] [2] كان يقول الحق و ان كان مرا و لا يراقب أحدا و لا تأخذه في اللَّه لومة لائم و قد حكى لي انه دخل على الوزير الزينبي و قد خلعت عليه خلع الوزارة و الناس يهنئونه بالخلعة فقال هو هذا يوم عزاء لا يوم هناء. فقيل له، فقال: الهناء على لبس الحرير؟
و حدثني عبد الرحمن بن عيسى الفقيه قال: سمعت محمد بن يحيى الزبيدي يحكي عن نفسه قال: خرجت الى المدينة على الوحدة فآواني الليل الى جبل فصعدت عليه و ناديت اللَّهمّ اني الليلة ضيفك، ثم نزلت فتواريت عند صخرة فسمعت مناديا ينادي مرحبا بك يا ضيف اللَّه انك مع طلوع/ الشمس تمر بقوم على بئر يأكلون خبزا 71/ ب و تمرا فإذا دعيت [3] فأجب فهذه ضيافتك قال فلما كان من الغد سرت فلما كان مع طلوع الشمس لاحت لي اهداف بئر فجئتها فوجدت عندها قوما يأكلون خبزا و تمر فدعوني الى الأكل فأكلت.
توفي الزبيدي في ربيع الأول من هذه السنة و دفن قريبا من باب الشام [الغربي من بغداد] [4].