نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 18 صفحه : 140
و حكي ان الوزير خدم بعد ذلك بحمل كثير من خيل و سلاح و غلمان و طيب و دنانير فبعث اربعة عشر فرسا عرابا فيها فرس أبيض يزيد ثمنه على اربعمائة دينار و ست بغلات مثمنة و عشرة من الغلمان الأتراك فيهم ثلاثة خدم و عشرة زريات و خوذ و عشرة تخوت من الثياب و سفط فيه عود و كافور و عنبر و سفط فيه دنانير فقبلت منه و طاب قلبه.
و لما بويع المستنجد أقر الوزير ابن هبيرة على الوزارة و أصحاب الولايات على ولاياتهم و أزال المكوس و الضرائب و امر بالجلوس لعزاء أبيه فتقدم الي بالكلام في العزاء و وضع كرسي لطيف فتكلمت في بيت النوبة ثلاثة أيام و خرج في اليوم الثالث الى الوزير توقيع نسخته: الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ[1] تسليما لأمر اللَّه و قضائه فصبر الحكمة النافذ و مصابه في الامام السعيد الّذي عظم اللَّه [2] مصابه و اعتاض حلو العيش صابه و فت في عضد الإسلام و غدا به الدين واهي النظام ان الصبر عليه لبعيد و ان [3] الكمد عليه مع الأيام جديد لقد كان سكينة مغشية المراد [4] و رحمة منتشرة/ في العباد برا بهم رءوفا متحننا [عليهم] [5] عطوفا فجدد اللَّه سبحانه لديه من كراماته الراجحة و تحياته الغادية الرائحة ما يحله بحبوحة جنانه و ينيله مبتغاه من إحسانه و مع ما من اللَّه عليه من استقرار الأمر في نصابه و حفظه على من هو أولى به فليس الا التسليم الى المقدور و التفويض اليه سبحانه في جميع الأمور فهو يوفي المثوبة و الأجر و السعيد من كان عمله في دنياه لأخراه و رجوعه الى اللَّه سبحانه في بدايته و عقباه و اللَّه تعالى يوفق أمير المؤمنين لما عاد برضاه و صلاح رعاياه ليعود النظام الى اتساقه و نور الإمامة الى اشراقه فانهض أنت الى الديوان لتنفيذ المهام [6] و لتثق بشمول الانعام و لتأمر الحاضرين بالانكفاء الى الخدمات و ليتقدم بضرب النوبة في أوقات الصلوات.
و كان الوزير في اليومين يجيء ماشيا فقدمت اليه فرسه في اليوم الثالث فركب و تقدم في هذا اليوم بالقبض على ابن المرخم الّذي كان قاضيا و كان بئس الحاكم آخذ الرشى و استصفيت أمواله و أعيد منها على الناس ما ادعوا عليه و كان قد ضرب فلم يقر