ولد سنة ثمان و خمسين و اربعمائة، و سمع ابا الحسن الداوديّ و ابا إسماعيل الأنصاري و ابا عاصم الفضيلي و غيرهم حمله أبوه على عاتقه من هراة الى فوسنج فسمعه صحيح البخاري و مسند الدارميّ و المنتخب من مسند عبد بن حميد و حدثه عبد اللَّه الأنصاري مدة و سافر الى العراق و خوزستان و البصرة و قدم علينا بغداد فروى لنا هذه المذكورات و كان صبورا على القراءة و كان شيخنا صالحا على سمت السلف كثير الذكر و التعبد و التهجد و البكاء و عزم في هذه السنة على الحج فهيأ ما يحتاج اليه فمات.
و حدثني ابو عبد اللَّه محمد بن الحسين التكريتي الصوفي قال أسندته الي فمات فكان آخر كلمة قالها: يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ[2].
ولد بحران سنة اربع و ثمانين فأوسع اللَّه له في المال و كان يكثر فعل الخير و يتتبع الفقراء و يمشي بنفسه اليهم و يكسو العراة و يفك الاسراء كل ذلك من زكاة ماله و كان كثير التلاوة للقرآن محافظا على الجماعة و حدثني ابو محمد العكبريّ قال رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم في المنام فقلت: يا رسول اللَّه امسح بيدك عيني فإنها تؤلمني فقال اذهب الى
[1] في الأصل: «أبو عبد اللَّه الشجري». و في ت: «ابن أبي عبد اللَّه السجزيّ».
و انظر ترجمته في: (الكامل 9/ 426، و البداية و النهاية 12/ 238، و شذرات الذهب 4/ 166).