نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 18 صفحه : 110
و أراد ابن الغزنوي [قد قام للناس] [1] لأنه كان يلقب بالبرهان و هذا من عجيب ذكاء البغداديين فلما مات السلطان مسعود تتبع الغزنوي و أذل لما كان تقدم من انبساطه و كان معه قرية أصلها للمارستان فأخذت و طولب بنمائها بين يدي الحاكم و حبس ثم سئل فيه فأطلق، و منع من الوعظ. و حدثني عبد اللَّه بن نصر البيع قال أخذت من الغزنوي 50/ ب القرية التي كانت وقفت عليه فاستدعاني/ و سألني أن أقول لابن طلحة صاحب المخزن ان يسأل فيه و قال: هذه القرية اشترتها خاتون من الخليفة و الّذي وقع عليه الشهادة صاحب [2] المخزن فهو اعرف الخلق بالحال قال فجئت فأخبرته فقال انا رجل منقطع عن الاشغال و كان قد تزهد و ترك العمل فعدت إليه فأخبرته فقال لا بد من انعامه في هذا فكتب صاحب المخزن إلى المقتفي هذا رجل قد أوى إلى بلدكم و هو منسوب إلى العلم فقال المقتفي أ و لا يرضى أن يحقن دمه؟ و ما زال الغزنوي يلقى الذل بعد العز الوافي فحدثني أبو بكر بن الحصري قال سمعته يقول: من الناس من الموت أحب إليه من الحياة، و عنى نفسه و كان لا يحتمل الذل، فمرض فحكى الطبيب الداخل عليه أنه قد ألقى كبده، و كان مرضه في محرم هذه السنة فبلغني أنه كان يعرق في مرضه و يفيق، فيقول: رضا و تسليم.
و توفي ليلة الخميس سابع عشرين المحرم و صلي عليه في رباطه و دفن بمقبرة الخيزران إلى جانب أبي سعيد السيرافي.