قد ذكرنا أنه استخلف بعد أبيه و أنه لما قصد السلطان مسعود بغداد خرج إلى ناحية الموصل، و أنه خلع و ولي المقتفي و خرج الراشد من الموصل إلى بلاد آذربيجان، ثم مضى إلى أصفهان، و قوي ثم مرض مرضا شديدا. و في سبب موته ثلاثة أقوال، أحدها أنه سقي السم ثلاث مرات، و الثاني: أنه قتله قوم من الفراشين الذين كانوا في خدمته، و الثالث: أنه قتله الباطنية و قتلوا بعده.
و كان موته في سابع عشرين رمضان، و بلغ الخبر فقعدوا له في العزاء يوما واحدا.
147/ أ و قد ذكر أبو بكر الصولي/ أن الناس يقولون: كل سادس يقوم بأمر الناس منذ أول الإسلام لا بد و أن يخلع، و أنا تأملت هذا فرأيته عجيبا انعقد الأمر لنبينا صلى اللَّه عليه و سلم ثم قام بعده أبو بكر و عمر و عثمان و علي و الحسن فخلع، ثم معاوية و يزيد و معاوية بن يزيد و مروان و عبد الملك و ابن الزبير فخلع و قتل، ثم الوليد و سليمان و عمر و يزيد و هشام و الوليد بن يزيد فخلع، ثم لم ينتظم لبني أمية أمرهم فتولى السفاح و المنصور و المهدي و الهادي و الرشيد و الأمين فخلع و قتل، ثم المعتز و المهتدي و المعتمد و المعتضد