نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 322
و داود، فلما سمع الراشد بذلك نفذ إلى زنكي يقول له: غدرت، فقال: ما لي بمسعود طاقة فالمصلحة أن تمضي إلى داود، فمضى في نفر قليل و تخلى عنه وزيره ابن صدقة 142/ أ و دخل الموصل و لم يبق معه صاحب عمامة سوى أبي الفتوح/ الواعظ، و كان قد نفذ مسعود ألفي فارس للقبض عليه ففاتهم و مضى إلى مراغة، فدخل إلى قبر أبيه و حثا التراب على رأسه، فحمل إليه أهل البلد الأموال، و كان يوما مشهودا، و قوي داود و ضرب المصاف مع مسعود فقتل من أصحاب مسعود خلق كثير [1].
و في يوم السبت ثاني عشرين ربيع الأول: جلس ابن الخجنديّ مدرسا [2] في النظامية.
و في يوم الاثنين رابع عشرين من الشهر: قبض على صاحب المخزن و وكل به في دار السلطان على بقية ما استقر عليه من المال، و مات رجل فأخذ ماله أصحاب التركات فعاد أصحاب السلطان و أخذوا ماله من المخزن، و أخذت تركات الحشرية من الخليفة، و أخذوا الحفارين و الغسالين و كتبوا عليهم، و أشهدوا أن لا يكتموهم شيئا فصاروا لا يقدرون على قبر ميت [3] إلّا برقعة من العميد، و لم يبق للخليفة إلّا العقار الخاص، و أعيد صاحب المخزن بعد أن كفل به جماعة و كتبوا خطوطهم بالضمان الوزير و سديد الدولة.
و في يوم الاثنين تاسع ربيع الآخر: جلس أبو النجيب في دار رئيس الرؤساء بالقصر للتدريس و جعلت الدار مدرسة [4] و حضر عنده جماعة من الفقهاء و القضاة.
و في يوم الجمعة ثالث عشره: بنيت دكة في جامع القصر للقاضي أبي يعلى بن الفراء في الموضع الّذي كان يجلس فيه، ثم نقضت في يوم الخميس ثامن عشره، و منع من 142/ ب كان/ يجلس و نودي بالجلوس في النظامية يوم الاثنين ثالث عشرين الشهر فاجتمع خلق عظيم، فحضر وزير السلطان فقعد و المستوفي و الشحنة و نظر و سديد الدولة و جماعة الفقهاء و القضاة و حضرت يومئذ فكان لا يحسن يعظ و لا ندار في ذلك.