ولد في ذي الحجة سنة أربع و سبعين، و توفي و هو ابن أربع عشرة سنة، و كان قد حفظ القرآن و تفقه، و ظهر منه أشياء تدل على عقل غزير و دين عظيم، و كان هذا الصبي قد طال مرضه، و أنفق عليه أبوه مالا في المرض و بالغ، قرأت بخط أبيه أبي الوفاء قال:
قال لي ابني لما تقارب أجله: يا سيدي قد أنفقت و بالغت في الأدوية و الطب و الأدعية، و للَّه سبحانه في اختيار، فدعني مع اختيار اللَّه، قال: فو اللَّه [ما] [2] أنطق اللَّه سبحانه ولدي بهذه المقالة التي تشاكل قول إسحاق لإبراهيم «افْعَلْ ما تُؤْمَرُ»[3] إلا و قد اختار اللَّه له الحظوة.