responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 17  صفحه : 245

و من الحوادث في هذه السنة: أن أبا الفتوح الأسفراييني، و كان لا يعرف الحديث إنما هو في ذلك على عادة القصاص، سئل عن‌

قول النبي صلى اللَّه عليه و سلم‌: «ما كذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات»

فقال: هذا ليس بصحيح. و الحديث في الصحيح. و قال: يوما على المنبر: قيل لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم كيف أصبحت؟

قال‌: أعمى بين عميان، ضالا بين ضلال.

فنقل ذلك إلى الوزير ابن صدقة فاستحضره فأقر و أخذ يتأول بتأويلات باردة فاسدة، فقال الوزير للفقهاء: ما تقولون؟ فقال ابن سلمان مدرس النظامية [1]:/ لو قال هذا الشافعيّ 106/ أ ما قبلنا منه و يجب على هذا أن يجدد إسلامه و توبته. فمنع من الجلوس بعد أن استقر أن يجلس و يشد الزنار و يتوب، ثم يرحل من بغداد، فنصره قوم من الأكابر يميلون إلى اعتقاده، فأعادوه إلى الجلوس، و كان يتكلم بما يسقط حرمة المصحف من قلوب الناس فافتتن به [2] خلق كثير.

[زيادة الفتن في بغداد]

و زادت الفتن في بغداد، و تعرض أصحاب أبي الفتوح بمسجد ابن جردة فرجموا و رجم معهم أبو الفتوح، و كان إذا ركب يلبس الحديد و معه السيوف المجذبة تحفظه، ثم اجتاز بسوق الثلاثاء فرجم و رميت عليه الميتات. و مع هذا يقول: ليس هذا الّذي نتلوه كلام اللَّه إنما هو عبارة و مجاز، و الكلام الحقيقي قائم بالنفس. فينفر أهل السنة كلما سمعوا هذا، فلما كان اليوم الّذي دفن فيه أبو الحسن ابن الفاعوس انقلبت بغداد لموته، و غلقت الأسواق، و كان الحنابلة يصيحون على عادتهم هذا يوم سني حنبلي لا قشيري و لا أشعري، و يصرخون بسبب أبي الفتوح، فمنعه المسترشد من الجلوس، و أمر أن لا يقيم ببغداد، و كان ابن صدقة يميل إلى مذهب أهل السنة فنصرهم.

فلما أن كان يوم الأحد العشرين من شوال: ظهر عند إنسان وراق كراسة قد اشتراها في جملة كاغذ بذل من عنده فيها مكتوب القرآن، و قد كتب بين كل سطرين من القرآن سطر من الشعر على وزن أواخر لآيات، ففتش على كاتبها، فإذا به رجل/ معلم 106/ ب يقال له: ابن الأديب، فكبس بيته، فوجدوا فيه كراريس على هذا المعنى، فحمل إلى الديوان فسئل عن ذلك فأقر، و كان من أصحاب أبي الفتوح، فحمل على حمار، و شهر


[1] في الأصل: «فقال ابن سليمان مدرس النظامية».

[2] في ص: «من قلوب العوام فافتتن به».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 17  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست