نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 238
إلى ناعورة فسمعها تئن، فرمى طيلسانه عليها، و كان له نكت لطيفة إلّا أن الغالب على كلامه التخليط و رواية الأحاديث الموضوعة و الحكايات الفارغة و المعاني الفاسدة، و قد علق عنه كثير من ذلك، و قد رأينا من كلامه الّذي علق عنه و عليه خطه إقرار بأنه كلامه.
فمن ذلك أنه قال: قال موسى رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ، قيل له: لَنْ تَرانِي، فقال [1]:
هذا شأنك تصطفي آدم ثم تسود وجهه و تخرجه من الجنة، و تدعوني إلى الطور ثم تشمت بي الأعداء، هذا عملك بالأخيار، كيف تصنع بالأعداء.
و قال: نزل إسرافيل بمفاتيح الكنوز على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم [2] و جبريل جالس عنده فاصفر وجه جبريل،
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم: [يا إسرافيل [3]] هل نقص مما عنده شيئا، 102/ ب قال: لا، قال: ما لا ينقص الواهب/ ما أريده.
و قال: دخل يهودي إلى الشيخ أبي سعيد، فقال أريد أن أسلم، فقال له: لا ترد، فقال الناس: يا شيخ تمنعه من الإسلام، فقال له: تريد و لا بد، قال: نعم، قال:
برئت من نفسك و مالك، قال: نعم، قال: هذا الإسلام عندي احملوه الآن إلى الشيخ أبي حامد حتى يعلمه لا- لا المنافقين يعني لا إله الا اللَّه- قال أحمد الغزالي: الّذي يقول لا إله إلّا اللَّه غير مقبول ظنوا أن قول لا إله إلّا اللَّه منشور ولايته أفنسوا عزله [4].
و حكى عنه القاضي أبو يعلى أنه صعد المنبر يوما، فقال: معاشر المسلمين كنت دائما أدعوكم إلى اللَّه فأنا اليوم أحذركم منه، و اللَّه ما شدت الزنانير إلا من حبه، و لا أديت الجزية إلا في عشقه.
[و أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ، عن محمد بن طاهر المقدسي قال: كان أحمد الغزالي آية من آيات اللَّه تعالى في الكذب، توصل إلى الدنيا بالوعظ، سمعته يوما بهمذان يقول: رأيت إبليس في وسط هذا الرباط يسجد لي فقال له: ويحك، إنه اللَّه