نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 216
ثم دخلت سنة سبع عشرة و خمسمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه رحل المسترشد في المحرم، و كان إقبال الأمير الحاجب، و نظر صاحب العسكر فنزل بقرية تعرف بالحديثة من نهر ملك، فاستقبله البرسقي و جماعة من الأمراء الذين معه، و دخلوا عليه و حلفوا على المناصحة و المبالغة في الحرب، و قرأ أبو الفرج محمد بن عمر الأهوازي على المسترشد جزء الحسن بن عرفة و هو سائر، و كان قد ذكر أن جماعة من الباطنية وصلوا بغداد في زي الأتراك يقصدون الفتك، فتقدم أن يبعد كل مستعرب من الأتراك عن السرادق، و أمر بأن تحمل الأعلام الخاصة- و هي أربعة- أربعة من الخدم، و كذلك الشمسة و لا يدنو من المسترشد غير الخدم و المماليك، و سار المسترشد و عسكره يوم الأحد رابع المحرم إلى النيل، فلما تقاربوا رتب سنقر البرسقي بنفسه العسكر صفوفا، و كانوا نحو الفرسخ عرضا، و جعل بين كل صفين محالا للخيل، و وقف موكب الخليفة من ورائهم حيث يراهم و يرونه، و رتب دبيس عسكره صفا واحدا و جعل له ميمنة و ميسرة و قلبا، و جعل الرجالة بين يدي/ 91/ أ الفرسان بالتراس الكبار، و وقف في القلب من وراء الرجالة و قد منى عسكره و وعدهم نهب بغداد، فلما تراءى الجمعان بادرت رجالة دبيس فحملت و صاحوا: يا اكلة الخبز الحواري و الكعك الأبيض، اليوم نعلمكم الطعان و الضرب بالسيف، و كان دبيس قد استصحب معه البغايا و المخانيث بالملاهي و الزمور و الدفوف يحرضون العسكر و لم يسمع في عسكر الخليفة إلّا القرآن و التسبيح و التكبير و الدعاء و البكاء.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 216