نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 198
فلما وصل العسكر الحلة وجدوها فارغة فقصدوا الأزير، فحاصره فراسله برنقش أن يحذر مخالفة السلطان و ينفذ أخاه منصورا إلى الخدمة، فأجاب و خرج دبيس و عسكره و وقف بإزاء عسكر برنقش فتحالفا و تعاهدا في حق منصور و نفذ به إليه، و عاد 82/ أ العسكر إلى بغداد و معهم منصور، فحمله برنقش إلى/ خدمة السلطان، فأكرمه و بعثه مع برنقش إلى خدمة الخليفة.
و دخلت العرب من نبهان فيد فكسّروا أبوابها و أخذوا ما كان لأهلها، فتوجع الناس لهم و علموا أن خراب حصنهم سبب لانقطاع منفعة الناس من الحجيج، فعمل موفق [الخادم] [1] الخاتوني لهم أبوابا من حديد و حملها على اثني عشر جملا و أنفذ الصناع لتنقية العين و المصنع، و كانت العرب طموهما و اغترم على ذلك مالا كثيرا، و تولى ذلك نقيب مشهد أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، و أعيدت المكوس و المواصير. و ألزم الباعة أن يرفعوا إلى السلطان ثلثي ما يأخذونه من الدلالة في كل ما يباع، و فرض على كل نول من السقلاطون ثمانية أقساط و حبة، ثم قيل للباعة: زنوا خمسة آلاف شكرا للسلطان فقد تقدم بإزالة المكس.
و مرض وزير السلطان محمود فعاده السلطان و هنأه بالعافية فعمل له وليمة بلغت خمسين ألف دينار و كان فيها الأغاني و الملاهي.
و في رجب: أخذ القاضي أبو عبد اللَّه ابن الرطبي شواء من الأعاجم فشهره فمضى و شكا إلى العجم، فأقبل العجم في خمسة غلمان أتراك [2] فأخذوه و سحبوه إلى دار السلطان، و جرت فتنة، و غلقت أبواب الحديد، و رجمهم العامة فعادوا على العامة بالدبابيس، فانهزموا و حملوه، فلما شرح الحال لوزير السلطان أعيد مكرما، و طولب أهل الذمة بلبس الغيار، فانتهى الأمر إلى أن سلموا إلى الخليفة أربعة آلاف، و إلى السلطان عشرين ألف دينار، و أحضر الجالوت فضمنها و جمعها.