نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 146
و في جمادى الأولى من هذه السنة: رتب القاضي أبو العباس الرطبي على باب النوبي إلى جانب حاجب الباب، و خلع عليه بعد ذلك خلعة جميلة.
و فيها: دخل أمير الجيوش إلى مكة قاهرا لأميرها مذلا له، قال ابن عقيل:
فحكى لي أمير الجيوش أنه دخل إلى مكة بخفق البنود و ضرب الكوسات ليذل السودان و أميرهم، قال: و حكاه لي متبجحا بذلك ذاهلا عن حرمة المكان فسمعته منه متعجبا و شهد قلبي أنه آخر أمره لتعاظم الكعبة عندي، و قلت: لما رجعت إلى بيتي انظر إلى جهل هذا الحبشي و لم ينبهه أحد ممن كان معه من عالم بالشرع أو بالسّير، و ذكرت قوله خلأت القصواء،
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم: بل حبسها حابس الفيل،
فلما أعطاهم ما أرادوا أطلقت ناقته، و قد صين المسجد عن إنشاد ضالة حتى قيل لطالبها لا وجدت، فكيف بحبشي يجيء بدبادبه معظما لنفسه. فلم يعد إليها، و أعقبه اللَّه [سبحانه] [1] النكال و الاستئصال.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3833-/ إبراهيم بن أحمد، أبو الفضل الخرمي:
سمع أبا محمد الصريفيني [2]، و أبا الحسين بن النقور، نزل إلى دجلة ليتوضأ فلحقه شبه الدوار [3] فوقع في الماء فأخرج فحمل إلى بيته فمات.
قال شيخنا ابن ناصر: كان رجلا صالحا مستورا كثير تلاوة القرآن، محافظا على الجماعات، و حضرت غسله فرأيت النور عليه، فقبلت بين عينيه.
و توفي في ليلة الثلاثاء عاشر ربيع الآخر من هذه السنة، و دفن بمقبرة باب حرب.