و في ربيع الآخر: رأى بعض اليهود مناما: أنهم سيطيرون فجاء فأخبرهم فوهبوا أموالهم و ذخائرهم و جعلوا ينتظرون الطيران فلم يطيروا، فصاروا ضحكة بين الأمم.
و في ثالث عشر شعبان: ولي أبو الحسن الدامغانيّ قضاء القضاة، ولّاه الوزير عميد الدولة شفاها، و تقدّم بإفاضة الخلع في الديوان، و عبر بنهر القلائين و معه النقيبان و حجّاب الديوان، و أتى محلته و الفتنة قائمة فسكنت، فجلس و حكم، و ولى أخاه أبا جعفر القضاء بالرصافة، و باب الطاق، و من أعلى بغداد إلى الموصل، و غيرها من البلاد، بعد أن قبل شهادته، و كانت الفتنة بين أهل نهر طابق و أهل باب الأرحاء، فاحترقت نهر طابق و صارت تلولا، فلما احترقت نهر طابق عبر يمن و صاحب الشرطة، فقتل رجلا مستورا، فنفر الناس عنه، و عزل في اليوم الثالث من ولايته.
7/ أ توفي فجأة ليلة/ السبت خامس عشر محرم هذه السنة، و كان عمره ثمانيا و ثلاثين سنة [3] و ثمانية أشهر و سبعة أيام، و كانت مدة خلافته تسع عشرة سنة و ثمانية أشهر إلا يومين.
زوجة السلطان ملك شاه، تسمى تركان و هي بنت طراج، و أبوها من نسل أفراسياب ملك الفرس، و كانت حازمة حافظة شهمة، و كان معها من الأتراك إلى حين وفاتها عشرة آلاف، و قد ذكرنا كيف زمت الأمور حين وفاة السلطان و حفظت أموال السلطان فلم يذهب منها شيء، و هي صاحبة أصبهان باشرت الحروب و دبرت الجيوش و قادت العساكر، و توفيت في رمضان هذه السنة، فانحل أمر ابنها محمود بموتها، و عقد الأمر لبركيارق بن ملك شاه.