نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 100
و في رابع عشر صفر: خرج الوزير أبو القاسم علي بن جهير من داره بباب العامة إلى الديوان على عادته، فلما استقر في الديوان وصل إليه أبو الفرج بن رئيس الرؤساء و بهج و شافهاه بعزله [1]، فانصرف إلى داره ماشيا، و مشيا معه، و كان سيف الدولة صدقة قد قرر أمره لما رد إلى الوزارة أنه متى تغير الرأي فيه عزل مصونا، فقصد دار سيف الدولة بعد عزله، و هو يقول في الطريق: أمنك اللَّه يا سيف الدولة يوم الفزع الأكبر كما أمنتني. فأقام بدار سيف الدولة إلى أن نفذ إليه قوما من الحلة، فخرج معهم هو و ولده و أصحابه.
و كانت مدة وزارته ثلاث سنين و خمسة أشهر و أياما، و كان قد استفسد في وزارته 42/ أ هذه قلوب جماعة/ عليه منهم: قاضي القضاة أبو الحسن الدامغانيّ، و صاحب المخزن أبو القاسم ابن الفقيه. و أمر الخليفة بنقض داره التي بباب العامة، و كان في ذلك عبرة من جهة أن أبا نصر بن جهير بناها بأنقاض دور الجانب الغربي و باب محول على يدي صاحب الشرطة أبي الغنائم بن إسماعيل، و كان هذا الشرطي يأخذ أكثر ذلك لنفسه و يحتج بعمارة هذه الدار و لا يقدر الضعفاء على منعه [2]، فكانت عاقبة الظلم الخراب و ذهاب الأموال، فلما عزل استنيب قاضي القضاة أبو الحسن، و جعل معه أبو الحسين بن رضوان مشاركا له و جالسا إلى جانبه، ثم استدعي إلى حضرة الخلافة يوم الثلاثاء سابع عشر ربيع الأول أبو المعالي هبة اللَّه بن محمد بن المطلب، فكلمه بما شد أزره و شافهه بالتعويل عليه و تقدم بإفاضة الخلع عليه، فخرج إلى الديوان، و قرأ أبو الحسين بن رضوان عهده و هو من إنشاء ابن رضوان.
[استدعاء أبي القاسم بن الحصين صاحب المخزن]
و في هذا اليوم استدعى أبو القاسم بن الحصين صاحب المخزن إلى باب الحجرة فخلع عليه هناك إبانة لمحله، و رفعا لمنزلته.
[قبض السلطان على وزيره أبي المحاسن]
و في ثالث شعبان، قبض السلطان على وزيره أبي المحاسن و صلبه بظاهر أصبهان مع جماعة من أعيان الكتاب، و استوزر نظام الملك أبا نصر أحمد بن نظام الملك [3].