نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 94
ثم دخلت سنة ثمان و خمسين و اربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أن أهل الكرخ أغلقوا دكاكينهم يوم عاشوراء، و أحضروا نساء فنحن على الحسين (عليه السلام) على ما كانوا قديما يستعملونه، و اتفق أنه حملت [1] جنازة رجل من باب 48/ ب المحول إلى الكرخ و معها [2]/ الناحة، فصلي عليها، و ناح الرجال بحجتها على الحسين، و أنكر الخليفة على الطاهر أبي الغنائم المعمر بن عبيد اللَّه [3] نقيب الطالبيين تمكينه من ذلك، فذكر أنه لم يعلم به إلا بعد فعله، و أنه لما علم أنكره و أزاله، فقيل له:
لا تفسح بعدها في شيء من البدع التي كانت تستعمل.
و اجتمع في يوم الخميس رابع عشر المحرم خلق كثير من الحربية، و النصرية، و شارع دار الرقيق، و باب البصرة، و القلائين، و نهر طابق بعد أن أغلقوا دكاكينهم، و قصدوا دار الخلافة و بين أيديهم الدعاة و القراء و هم يلعنون أهل الكرخ و اجتمعوا [4] و ازدحموا على باب الغربة، و تكلموا من غير تحفظ في القول، فراسلهم الخليفة ببعض الخدم أننا قد أنكرنا ما أنكرتم، و تقدمنا بأن لا يقع معاودة، و نحن نغفل في هذا ما لا يقع به المراد. فانصرفوا و قبض على ابن الفاخر العلويّ في آخرين، و وكل بهم في الديوان،