نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 72
ثم دخلت سنة اربع و خمسين و اربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه خرج في يوم الخميس غرة صفر أبو الغنائم بن المحلبان إلى باب السلطان طغرلبك من الديوان العزيز بالإجابة إلى الوصلة. و كان السبب أن الكتب وردت من السلطان إلى بغداد و واسط و البصرة بإدخال اليد في الاقطاع المفردة لوكلاء الدار العزيزة، و الحواشي، و الأصحاب، و إلى أصحاب الأطراف و غيرهم، بتعديد ما فعل من الجميل دفعة بعد دفعة، و ما كان من المقابلة في الرد عما وقعت الرغبة فيه على أقبح حال، و خرج الكلام في ذلك إلى ما ينافي قانون الطاعة و مقتضى الخدمة، و قطعت المكاتبة إلى الديوان، و وصل الكتاب [1] إلى قاضي القضاة عنوانه: «إلى قاضى القضاة من شاهنشاه المعظم ملك المشرق و المغرب، محيي الإسلام، خليفة الإمام، يمين خليفة اللَّه أمير المؤمنين»، فكان في الكتاب أن قاضي القضاة يعلم أن تلك الوصلة لم 38/ ب تكن جفوة/ قصدناها حتى يستوجب قبح المكافأة على جميع ما قدمناه من المؤاثرات، و إن كنا لا نؤهل للإجابة، و لا نحض بالمساءة، و ليس يخفى على العوام ما قدمناه من الاهتمام، و أوجبناه من الإنعام، و أظهرناه من التذلل و الخضوع الّذي ما كان لنا به عهد ظننا بأننا نتقرب إلى اللَّه تعالى بذلك، فصارت كلها [وبالا علينا] [2] و لكنا واثقون بصنع اللَّه تعالى أنه لا يضيع جميل أفعالنا و نرى سوء المغبّة لمن يضمر لنا [3] سوءا فينا،