نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 42
القائم بأمر اللَّه و استوزره، و لقّبه: رئيس الرؤساء شرف الوزراء جمال الورى، و كان مضطلعا بعلوم كثيرة مع سداد رأي و وفور عقل.
قال المصنف [رحمه اللَّه] [1]: و نقلت من خط أبي الوفاء بن عقيل أنه قال: ذكر لي [2] بعض أهل العلم المحققين أن رئيس الرؤساء قال للشيخ أبي إسحاق في مسألة القائل لزوجته: إن دخلت أو خرجت إلا بإذني فأنت طالق هل يكفي فيه إذن مرة أ ليس قوله: إن دخلت الدار فأنت طالق [3] لا يقتضي التكرار و لا فيه لفظ من ألفاظ التكرار، و إنما هو حرف من حروف الشرط، فإذا كان كذلك فلا وجه لاعتبار تكرر الإذن و لا [4] لتكرار الوقوع بعدم الإذن. فكان الشيخ أبو إسحاق يقول، عولوا على هذا دليلا في المسألة.
أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: سمعت علي بن الحسن 22/ ب الوزير يقول: ولدت في شعبان سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة/ فرأيت في المنام و أنا حدث كأني أعطيت [5] شبه النبقة الكبيرة، و قد ملأت كفي، و ألقي في روعي أنها من الجنة فعضضت منها عضة، و نويت بذلك حفظ القرآن، و عضضت أخرى و نويت درس الفقه، و عضضت أخرى و نويت درس الفرائض، و عضضت أخرى و نويت درس النحو، و عضضت أخرى و نويت درس العروض، فما من هذه العلوم إلا و قد رزقني اللَّه منه.
قتل الوزير أبو القاسم يوم الاثنين ثامن عشر ذي الحجة من هذه السنة، قتله البساسيري ثم قتل البساسيري [6] و طيف برأسه في بغداد خامس عشر ذي الحجة سنة إحدى [7] و خمسين و أربعمائة.