نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 284
في أكثر العبادات، و لا يتكبر و لا يحتجب، فأمرجوا في المعاصي، ثم انتقلوا إلى بناء العقود بالطبول، و لهج منهم قوم بسب، فلما نهض السلطان بعصبية دينية أو سياسة، و قد استحقوا قطع الرءوس، و تخليد الحبوس، فقعد الحمقى في مأتم النياحة يقولون:
هل رأيتم في الزمن الماضي مثل ما جرى على أهل السّنّة في هذه الدولة، طاب و اللَّه الانتقال عن الإسلام لو كان ما نحن فيه حقا لنصره اللَّه. و حملوا الصلبان في حلوقهم، و دعوا بشعار الرفض، و قالوا: لا دين إلا دين أهل الكرخ، و هل كانوا على الدين فيخرجوا، و هل الدين النطق باللسان من غير تحقيق معتقد، و أسّ المعتقد من قوم تناهوا في العصيان و الشرود عن الشرع، و سفكوا الدماء، فلما فرضوا بعذاب ردعا لهم ليقلعوا أنكروا و تسخطوا، فأردتم أن يتبع الحق أهواء كم و يسكت السلاطين عن قبيح أفعالكم، حتى تفانون بالخصومة و المحاربة [1]، فلا في أيام السعة و الدعة شكرتم النعم، و لا في أيام التأديب سلمتم للحكيم الحكم، فليتكم لما فسدت دنياكم أبقت بقية من أمر أديانكم [2].
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3596- أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد بن أحمد، أبو نصر النيسابورىّ
137/ ب ولد سنة عشر و أربعمائة، و سمع بنيسابور/ من جده أبي العلاء صاعد بن محمد، و من أبيه محمد بن صاعد، و عمه إسماعيل بن صاعد، و أبي بكر الحيريّ، و أبي سعيد الصيرفي، و سمع ببخارا من أبي سهل الكلاباذي، و أبي ثابت البخاري، و سمع ببغداد من أبي الطيب الطبري و غيره. روى عنه أشياخنا، و كان في صباه من أجمل الشباب و أجمعهم لأسباب السيادة من الفروسية و الرمي، و صار رئيس نيسابور، و أملى الحديث، و توفي في شعبان هذه السنة، و دفن بنيسابور.