نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 276
فقال: لا حول و لا قوة إلا باللَّه، يخلو هذا البلد العظيم من مؤرخ حنبلي- يعني ابن عقيل نفسه- هذا مما يجب حمد اللَّه عليه، فإنه لما كان البلد مملوءا بالأخيار و أهل المناقب قيض اللَّه لها من يحكيها، فلما عدموا و بقي المؤذي و الذميم الفعل أعدم المؤرخ، و كان هذا ستر عورة.
و حكى عنه هبة اللَّه بن المبارك السقطي: أنه كان يجازف في تاريخه، و يذكر ما ليس بصحيح، قال: و قد ابتنى بشارع ابن أبي عوف دار كتب، و وقف فيها نحوا من أربعمائة مجلد في فنون العلوم، و رتب بها خازنا يقال له: ابن الأقساسي العلويّ، و تكرر العلماء إليها سنين كثيرة ما لم تزل له أجرة، فصرف الخازن و حكّ ذكر الوقف من الكتب و باعها، فأنكرت ذلك عليه فقال: قد استغني عنها بدار الكتب النظامية.
قال المصنف: فقلت بيع الكتب بعد وقفها محظور. فقال: قد صرفت ثمنها في الصدقات.
3584- هبة اللَّه بن علي بن محمد بن أحمد المحلى، أبو نصر
سمع ابن المهتدي، و ابن المأمون، و الخطيب و خلقا كثيرا، و كتب الكثير، و كان حلو الخط، و صنّف و جمع و أنشأ الخطب و المواعظ، و أدركته المنية قبل بلوغ [2] زمان الرواية، و إنما سمع منه القليل، فتوفي في هذه السنة و دفن بمقبرة جامع المنصور.
أمير الملثمين، كان بأرض غانة في مجاهدة الكفار، و قام له ناموس لم يقم مثله لأحد بالدين و الزهد، و كان يركب إذا ركب أصحابه، و يطعم إذا طعموا، و يجوع إذا 134/ أ جاعوا/ و قد قيل انه لم يتوجه في وجه من مجاهدة أو دفع عدو في أقل من خمسمائة ألف كل يعتقد طاعة اللَّه تعالى في طاعته، و كان يحفظ الحرمات، و يراعي قوانين الإسلام مع صحة المعتقد، و موالاة الدولة العباسية، فأصابته نشابة في حلقه فمات بها في هذه السنة عن نيف و ستين سنة.
[1] انظر ترجمته في: (البداية و النهاية 12/ 134 و فيه: «المجلي»).