نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 249
في نفسه، إذ لم يخلق هذا المحل للوطء، و لهذا لم يبح في شريعة، بخلاف الخمر، و إنما خلق مخرجا للحدث، و إذا كان عاهة فالجنة منزهة عن العاهات. فقال أبو علي [1]: إن العاهة هي التلويث بالأذى، و إذا لم يكن أذى لم يكن إلا مجرد الالتذاذ، فلا عاهة.
قال ابن عقيل: قول أبي يوسف كلام جاهل، إنما حرم بالشرع، و كما عادت الأجزاء كلها لاشتراكها في التكليف ينبغي أن تعاد القوى و الشهوات، لأنها تشارك الأجزاء في التكليف [2] و يتعصب بالمنع من قضاء أوطارها، و الممتنع من هذا معالج طبعه بالكف، و فينبغي أن تقابل هذه المكابدة بالإباحة. ثم عاد و قال: لا وجه لتصوير اللواط، لأنه ما يثبت أن يخلق لأهل الجنة مخرج غائط، إذا لا غائط.
توفي ابن الوليد في ليلة الأحد ثالث ذي الحجة من هذه السنة [3] [و صلى عليه أبو طاهر الزينبي] [4] و دفن بالشونيزية.
3547- محمد بن علي [بن محمد] [5] بن الحسين [6] بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن حمويه، أبو عبد اللَّه الدامغانيّ
ولد في ليلة الاثنين ثامن ربيع الآخر سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة بدامغان، و تفقه ببلده، ثم دخل إلى بغداد يوم الخميس سادس عشرين رمضان سنة تسع عشرة فتفقه 121/ أ على أبي عبد اللَّه الحسين بن علي الصيمري، و أبي الحسين أحمد بن محمد القدوري، و سمع منهما الحديث، و برع في الفقه، و خص بالعقل الوافر و التواضع، فارتفع و شيوخه أحياء، و انتهت إليه الرئاسة في مذهب العراقيين، و كان فصيح العبارة،