نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 242
الأمراء، كان الولد قد واطأهم على قتل أبيه لينفرد بالملك، فوشى بذلك خازن أحد الأمراء، فأخذ الأربعة، و ضرب رقابهم و صلبهم، و عفى أثر ولده، فقال قوم: قطع عنه القوت فمات، و قال قوم: غرقة، و قال قوم: دفنه حيا، و كان بدر هذا قد نفى عن مصر و القاهرة كل من وقعت عليه سيماء العلم بعد أن قتل خلقا كثيرا من العلماء، و قال:
العلماء أعداء هذه الدولة هم الذين ينبهون العوام على ما يقولونه، و نفى مذكري أهل السنة، و حمل الناس أن يكبروا خمسا على الجنائز، و أن يسدلوا أيمانهم في الصلاة، و ان يتختموا في الأيمان، و أن يثوبوا في صلاة الفجر «حي على خير العمل» و حبس أقواما رووا فضائل الصحابة.
[زيادة نيل مصر]
و زاد نيل مصر في هذه السنة زيادة لم يعهدوها منذ سنين و كثر الخصب.
[عودة الفتن بين أهل الكرخ و السنة]
و في ذي الحجة عادت [1] الفتن بين أهل الكرخ و السنة، و أحرق شطر من الكرخ و من باب البصرة، و عبر الشحنة فأحرق من باب البصرة، و قتل هاشميا فعبر أهل باب البصرة إلى الديوان، و رجموا المتعيشين في الحريم، و غلقوا الدكاكين، فنفذ من منع الشحنة منهم، و أصلح بينهم.
و مما حدث في هذه السنة: أن رجلا من الهاشميين يقال له: ابن الحب كانت له بنت فهويها جار لهم و هويته فافتضها، فدخل أبوها فرآها على تلك الحال فغشي عليه، ثم أفاق بعد زمان و جرد سيفا و عدا ليقتلها، فهربت إلى جيرانها، ثم ظفر بها فسألها عن الحال فاعترفت [2]، فمضى إلى الديوان في جماعة من الهاشميين يستنفر على الرجل، فلم تثبت له بينة و لا أقر الرجل، فحبس الشريف ابنته في بيت، و سدّ عليها الباب، و كان لها أخ يرمي إليها من روزنة البيت يسيرا من القوت فعلم فعلم أبوها فأخرجه من الدار، فبقيت أياما ليس لها قوت فماتت.
و مما حدث: أن قوما وقعوا على حاج مصر فقتلوا خلقا كثيرا منهم، و أخذوا أموالهم، و عاد من سلم غير حاج، و خرج توقيع من المقتدي بأمر اللَّه بنقض ما علا من دور بني الحرر [اليهود] [3]