responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 16  صفحه : 240

[فتح فخر الدولة ميافارقين عنوة]

و في جمادى الأولى [1]: فتح فخر الدولة أبو نصر ميافارقين عنوة، فتم له بذلك الاستيلاء على ديار بكر.

[بدأ الطاعون ببغداد]

و فيه: بدأ الطاعون ببغداد و نواحيها، و كان عامة أمراضهم الصفراء، بينا الرجل في شغله أخذته رعدة فخر لوجهه، ثم عرض لهم شناج و برسام و صداع، و كان الأطباء يصفون مع هذه الأمراض أكل اللحم لحفظ القوة، فإنّهم ما كانت تزيدهم الحمية إلا قوة مرض، و كانوا يسمونها: مخوية، و تقول الأطباء: ما رأينا مثل هذه الأمراض لا تلائمها المبردات و لا المسخنات، و استمر ذلك إلى آخر رمضان فمات منه نحو عشرين ألف ببغداد، و كان المرض يكون [2] خمسة أيام و ستة ثم يأتي الموت، و كان الناس يوصون في حال صحتهم، و كان الميت يلبث يوما و يومين لعدم غاسل و حامل و حافر، و كان الحفارون يحفرون عامة ليلتهم بالروحانية ليفي ذلك بمن يقبر نهارا، و وهب المقتدي للناس ضيعة تسمى الأجمة فامتلأت بالقبور، و فرغت قرى من أهلها منها المحول.

و حكى بعض الأتراك أنه مرّ بالمحول، فرأى كثرة الموتى، و رأى طفلة على باب 116/ أ بيت تنادي: هل من مسلم يؤجر فيّ فيأخذني، فإن أبي و أمي/ و إخوتي هلكوا في هذا البيت. قال: فنزلت فإذا بها في صدر أمها ميتة.

و حكى عبيد اللَّه بن طلحة الدامغانيّ أن دربا من دروب التوثة مات جميع أهله فسدّ باب الدرب، و هلك عامة أهل باب البصرة، و أهل حربي، و عمّ هذا الطاعون خراسان، و الشام، و الحجاز، و تعقبه موت الفجأة، ثم أخذ الناس الجدري في أطفالهم، ثم تعقبه موت الوحوش في البرية، ثم تلاه موت الدواب و المواشي، ثم قحط الناس، و عزّت الألبان و اللحوم، ثم أصاب الناس بعد ذلك الخوانيق، و الأورام، و الطحال، و أمد المقتدي بأمر اللَّه الفقراء بالأدوية و المال، ففرق ما لا يحصى، و تقدم إلى أطباء المارستان بمراعاة جميع المرضى.

[هبوب ريح سوداء]

و في جمادى الآخرة: هبت ريح سوداء، و ادلهمت السماء، و كان في خلال ذلك‌


[1] في الأصل: «جمادى الآخرة»

[2] «فمات منه نحو عشرين ألف ببغداد و كان المرض يكون» سقطت من ص.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 16  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست